للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيُكْرِم من أَسْفَك. و (يُسَفِّك) بتشديد الفاء (١) من سفَّك لغتان بمعنىً، غير أن التشديد فيه معنى التكثير، والتخفيف يصلح للقليل والكثير. والمشهور يَسْفِك كيضرب، وعليه الجمهور.

وقرئ: (ويَسْفِكَ) بالنصب (٢) على جواب الاستفهام، وقيل: نصبه بواو الصرف، كأنه قيل: من يَجْمَعُ أن يُفسِدَ وأن يَسْفِك (٣).

وهمزة الدماء منقلبة عن ياءٍ على قول من جعل لامه ياءً، أو عن واوٍ على قول من جعله واوًا (٤). والدم أصله (دَمْيٌ) على فَعْلٍ بالتسكين، يعضده قولهم في جمعه: دِماءٌ ودُمِيٌّ، كظَبْيٍ وظِباءٍ وظُبِيٍّ، هذا قول صاحب الكتاب (٥). وقال غيره (٦): أصله (دَمَيٌ) بالتحريك، وقالوا في تثنيته: دَمَيان، ودَمَوان، والأول أشهر وعليه الأكثر.

وقوله: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} الواو في {وَنَحْنُ} للحال. و {بِحَمْدِكَ} في موضع نصب على الحال، أي: نسبح حامدين لك، وملتبسين بحمدك.

والتسبيح: تبعيد الله من السوء، وكذلك تقديسه، مِنْ سَبَّحَ في الأرض والماء، وقدَّس في الأرض، إذا ذهب فيها وأبعد (٧).


(١) رويت عن طلحة، وابن مقسم. زاد المسير ١/ ٦١.
(٢) ذكرها النحاس ١/ ١٥٧، وابن عطية ١/ ١٦٥، والقرطبي ١/ ٢٧٥، عن ابن هرمز الأعرج.
(٣) كذا قال ابن عطية ١/ ١٦٥ ونسب الأول للمهدوي، وحكاه أبو حيان ١/ ١٤٢ عن ابن عطية وحسّن الأول وقال: والنصب بواو الصرف ليس من مذاهب البصريين، ومعنى واو الصرف: أن الفعل كان يستحق وجهًا من الإعراب غير النصب فيصرف بدخول الواو عليه عن ذلك الإعراب إلى النصب ..
(٤) في الجمهرة باب الدال والميم: دَمِيَ يَدْمَى. وفي الصحاح (دما): الدم أصله دَمَوٌ بالتحريك، وإنما قالوا: دَمِيَ يدمى لحال الكسرة قبل الياء.
(٥) كتاب سيبويه ٣/ ٥٩٧.
(٦) هو المبرد كما في الصحاح (دما).
(٧) انظر الكشاف ١/ ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>