للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عز وجل: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا} فيه وجهان - أحدهما: في الكلام حذف مضاف تقديره: وقت وعد أولى المرتين. والثاني: لا حذف، والوعد بمعنى الموعود، وهو ما وعد (١) به في المرة الأولى.

وقوله: {عِبَادًا لَنَا} وقرئ: (عَبِيدًا لَنَا) (٢)، قال أبو الفتح: أكثر ما يستعمل العبيد للناس، والعباد لله جل ذكره (٣).

{أُولِي بَأْسٍ}: صفة لعباد أو لعبيد، أي ذوي قوة، وهو جمع لا واحد له من لفظه، وأما من غير لفظه فواحده ذو، وحذفت منه النون للإضافة (٤)، وقد ذكر (٥).

وقوله: {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} أي: تَرَدَّدُوا، والجوس: طلب الشيء باستقصاء، قال حسان - رضي الله عنه -:

٣٨٨ - وَمِنَّا الذِي لَاقَى بِسَيْفِ مُحَمَّدٍ ... فَجَاسَ بِهِ الأَعْدَاءَ عُرْضَ العَسَاكِرِ (٦)

وقرئ: (فحاسوا) بالحاء (٧)، والمعنى واحد، كذا قال قارئه حين أنكر


(١) في (أ): وهو ما (أوعد) به. . . .
(٢) نسبها ابن خالويه / ٧٥/ إلى الحسن. ونسبها ابن جني ٢/ ١٤ إلى علي - رضي الله عنه -. وهي إلى الاثنين في المحرر الوجيز ١٠/ ٢٦١.
(٣) المحتسب في الموضع السابق.
(٤) لم يذكر أحد أن له نون حتى تحذف، وأوردوه في المعجمات في باب الألف اللينة هكذا (أولو). وقالوا: جمع لا واحد له من لفظه. لكن قد يشهد للمؤلف ما جاء في القاموس المحيط في كتاب اللام فصل الهمزة مادة (أُلون) قال الفيروز: بالضم بمعنى ذَوو، ولا يفرد له واحد، ولا يكون مضافًا.
(٥) في البقرة عند إعراب الآية (١٧٩).
(٦) كذا نسبوه لحسان - رضي الله عنه - وليس في ديوانه. وانظره في جامع البيان ١٥/ ٢٨. والنكت والعيون ٣/ ٢٢٩. والقرطبي ١٠/ ٢١٦.
(٧) قرأها أبو السمال كما في المحتسب ٢/ ١٥. والمحرر الوجيز ١٠/ ٢٦٢. ونسبها الزمخشري ٢/ ٣٥٢ إلى طلحة. ونسبها القرطبي ١٠/ ٢١٦ إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -. وقال ابن خالويه / ٧٥/: إن قراءة أبي السمال (فحاشوا) بالحاء والشين. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>