للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله عز وجل: {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ} محل {الَّذِي} الرفع على الفاعلية بفعل دل عليه {يُعِيدُنَا}، أي: يعيدكم الذي فطركم أول مرة، لا على أنها خبر مبتدإٍ محذوف كما زعم بعضهم (١)، لأن المضمر في مثل هذا إنما يكون من لفظ الخبر المتقدم، فإن كان فعلًا أضمر فعلٌ، وإن كان اسمًا أضمر اسمٌ، نحو: من قام؟ ومن القائم؟ و {أَوَّلَ مَرَّةٍ} منصب إما على المصدر أو على أنه ظرف زمان.

وقوله: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ} أي: فسيحركونه استبعادًا لذلك واستهزاء، والإنغاض: التحريك.

وقوله: {مَتَى هُوَ}: (هو) مبتدأ، وخبره (متى) قُدِّمَ عليه، ولا يجوز تأخيره لما فيه من معنى الاستفهام، وهو كناية عن البعث.

وقوله: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} إن جعلت في (عسى) ضميرًا كان {أَنْ يَكُونَ} في موضع نصب بخبر {عَسَى}، وإن لم تجعل فيها ضميرًا كان في موضع رفع بـ {عَسَى}، و {قَرِيبًا} خبر (كان).

{يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (٥٢)}:

قوله عز وجل: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ} (يوم) ظرف لمضمر دل عليه ما قبله، أي: يقع يوم يدعوكم الله للجزاء. وقيل تقديره: اذكر يوم، فيكون مفعولًا به (٢). {يَدْعُوكُمْ}: في موضع جر بإضافة الظرف إليه. و {فَتَسْتَجِيبُونَ}: عطف عليه.

وقوله: {بِحَمْدِهِ} في موضع الحال منهم، أي: فتستجيبون حامدين


(١) هو الحوفي كما في البحر ٦/ ٤٧. كما جوز أبو حيان وجهًا ثالثًا هو أن يكون (الذي) مبتدأ خبره محذوف. واقتصر العكبري ٢/ ٨٢٤ على هذا الوجه الذي ذهب إليه المؤلف رحمهما الله.
(٢) قاله ابن الأنباري في البيان ٢/ ٩١. والعكبري في التبيان ٢/ ٨٢٤. وذكر ابن عطية ١٠/ ٣٠٦ وجهين غير هذين قال: (يوم) بدل من (قريبًا). ويظهر أن يكون المعنى: هو يوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>