للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: منعني البناء، لأن اسم {لَا} إذا بني معها لا يعمل فيما بعده.

وقوله: {إِنَّكَ أَنْتَ}: (أنت): يحتمل أن يكون في موضع نصب إن جعلته تأكيدًا لاسم إن، لأن المضمر المرفوع يؤكد به المنصوبُ والمجرورُ، لأن ضمير الخطاب كله شيء واحد، لكونه هُوَ في المعنى. وكذا ضمير الغائب، وكذلك (١) إذا قلت: رأيتَني أنا، لأن الياء و (أنا) شيء واحد، ولا يجوز إدخال إنَّ عليه، لا تقول: إنَّ أنتَ، وجاز هذا، لأنه صار تابعًا، ويجوز في التابع ما لا يجوز في المتبوع، ألا ترى أنهم جوزوا (يا) زيدُ والحارثُ، مع أنهم لم يجوزوا يا الحارثُ، فكذلك يجوز: إنك أنت، ورأيتُك أنت، ومررتُ بك أنت، ولا يجوز رأيتُ أنت، ولا مررتُ بأنتَ، فاعرفه وقس عليه (٢).

[ومع ذلك، فالذي حملهم على تجويز ذلك كون الإعراب لا يظهر فيهما، ألا ترى أنهم قالوا: إنهم أجمعون ذاهبون، ولم يقولوا: إن القوم أجمعون ذاهبون، بل يجب النصب، لأن النصب قد ظهر في القوم لفظًا، فاعرفه فإنه موضع] (٣).

وأن يكون في موضع رفع إن جعلته مبتدأ، و {الْعَلِيمُ} خبره، والجملة في موضع رفع بخبر إنَّ.

وأن لا يكون له موضع من الإعراب إن جعلته فصلًا (٤).

و{الْعَلِيمُ}: خبر إنَّ، والعليم فعيل بمعنى الفاعل، كالقدير بمعنى القادر، وأما {الْحَكِيمُ}: فيحتمل أن يكون بمعنى الحاكم، وأن يكون بمعنى


(١) سقطت (كذلك) من (أ)، ولا بد منها.
(٢) انظر البيان ١/ ٧٣ فقد توسع في الكلام عن (أنت) أيضًا.
(٣) ما بين المكوفتين ساقط من (د).
(٤) انظر أوجه إعراب (أنت) مختصرة في إعراب النحاس ١/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>