للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا} (وكيلًا) مفعول {تَجِدُ}، والضمير في {بِهِ} للمذهوب به وهو القرآن، أي: لا تجد بعد الذهاب به مَن يتوكل علينا باسترداده وإعادته محفوظًا مستورًا (١).

{إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (٨٧) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨)}:

قوله عز وجل: {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} في نصب قوله: {رَحْمَةً} وجهان:

أحدهما: نصب على الاستثناء المنقطع، أي: ولكن رحمة كائنة من ربك أدركته فبقي في قلبك.

والثاني: مفعول له، أي: بقيناه في صدرك رحمة، أي: لأجل الرحمة (٢).

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٨٩)}:

قوله عز وجل: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} نصب بـ (أَبَى) على أنه مفعول به، و (أَبَى) فيه معنى النفي، ولذلك أتى بعده (إلا) مَيْلًا إلى المعنى، كأنه قيل: فلم يرضوه إلا كفورًا، أي: جحودًا للحق، وقيل: هو مصدر (٣) وفعله مقدر على: فأبى أكثر الناس إلا أن يكفروا كفورًا، والوجه هو الأول لمن تأمل.


(١) من الكشاف ٢/ ٣٧٤.
(٢) أجاز العكبري ٢/ ٨٣١ أن تكون (رحمة) منصوبة على المصدر، والتقدير: لكن رحمناك رحمة.
(٣) قاله ابن عطية ١٠/ ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>