للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محذوف، و (ما) مصدرية، إسقاطًا مثل زعمك أن ربك إن شاء فعل، أي: مزعومك.

وقرئ: (كِسَفًا) بفتح السين (١)، وهو جمع كِسْفَةٍ، كقِطَع وسِدَرٍ في جمع قِطْعة وسِدْرة. وبسكونها (٢)، وفيه ثلاثة أوجه:

أحدها: مخففة من المفتوحة أو كسِدْرَة وسِدْرٍ.

والثاني: هو واحد يؤدى عن جمع، وهو فعل بمعنى مفعول، وعن الفراء: سمع أعرابيًا يقول: أعطني كِسْفًا من هذا الثوب، أي: قطعة منه (٣).

والثالث: هو مصدر يقال: كسفت الشيء كَسْفًا وكِسْفًا بفتح الكاف وكسرها، والمشهور في المصدر الفتح، وعليه الجل.

قال أبو إسحاق: واشتقاقه من كَسَفْتُ الشَّيءَ، إذَا غَطَّيته، انتهى كلامه (٤). ومنه كُسِفَت الشمس.

وانتصابه على الحال من {السَّمَاءَ}، لأن أسقط فعل لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد، والحال هو ذو الحال في المعنى، وإذا كان كذلك وجب أن يكون الكسف هو السماء، فيصير المعنى على الجمع، أو تسقط السماء علينا قطعًا مغطية، وعلى الإفراد طبقًا مغطيًا، وعلى المصدر ذات كسف، فاعرفه (٥).

وقوله: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} عطف على {أَوْ تُسْقِطَ}، والقبيل يكون مفردًا لفظًا ومعنىً، ومفردًا لفظًا، وجَمْعًا معنىً، وهو الكفيل،


(١) قرأها المدنيان، وابن عامر، وعاصم كما سيأتي.
(٢) قرأها الباقون من العشرة. انظر القراءتين في السبعة / ٣٨٥/. والحجة ٥/ ١١٩. والمبسوط / ٢٧٢/. والتذكرة ٢/ ٤٠٨.
(٣) معانيه ٢/ ١٣١.
(٤) معانيه ٣/ ٢٥٩.
(٥) انظر في هذا: حجة الفارسي ٥/ ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>