للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على: نضرب القوانسا، فقد أبعدت المتناول وهو قريب، حيث أبيت أن يكون أحصى فعلًا، ثم رجعت مضطرًا إلى تقديره وإضماره (١).

{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (١٤)}:

قوله عز وجل: {إِذْ قَامُوا} (إذ) ظرف لـ (زدنا) أو لـ (ربطنا)، ومعنى {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي: وقوينا قلوبهم على إتمام ما نووا، وقيل: ثبتنا قلوبهم وألهمناها الصبر (٢).

وقوله: {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} يجوز أن يكون مفعول القول، وأن يكون نعتًا لمصدر محذوف، أي: قولًا شططًا، والأصل: قولًا ذا شطط، وهو الجور والإِفراط في الظلم والإِبعاد فيه، من شَطَّ، إذا بعد، وشط أيضًا وأشط، إذا جار. وعن أبي عمرو: الشطط مجاوزة القدر في كل شيء (٣).

{هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (١٥)}:

قوله عز وجل: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا} (هؤلاء) رفع بالابتداء، و {قَوْمُنَا}: عطف بيان، والخبر {اتَّخَذُوا} أو {قَوْمُنَا} الخبر، و {اتَّخَذُوا} خبر بعد خبر (٤).

وقوله: {لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ} {لَوْلَا} بمعنى هَلَّا وَهُوَ تحضيض،


= أَكَرَّ وأحمى للحقيقة منهمُ ... . . . . . . . . . . . .
وانظره في نوادر أبي زيد / ٥٩/. وجامع البيان ٣٠/ ١٠. وشرح الحماسة للمرزوقي ١/ ٤٤١. والكشاف ٢/ ٣٨١. والمفصل / ٢٨٣/.
(١) الكشاف ٢/ ٣٨١.
(٢) انظر مجاز القرآن ١/ ٣٩٤. ومعاني النحاس ٤/ ٢٢٢. والنكت والعيون ٣/ ٢٨٩.
(٣) حكاه عنه الجوهري (شطط).
(٤) أعربه السمين ٧/ ٤٥٣ على هذا الوجه: حالًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>