للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبالجر (١)، وهو صفة {لِلَّهِ} عز وجل، أي: ذي الحق، أو تجعله نفس الحق مبالغة.

وقرئ: (الحقَّ) بالنصب (٢) على التأكيد، كقولك: هذا عبد الله الحقَّ لا الباطل.

وقوله: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا} أي: أفضل ثوابًا ممن يرجى ثوابه. {وَخَيْرٌ عُقْبًا} أي: عاقبة، والْعُقْبُ والعاقبة والعُقْبَةُ والعُقْبَى كله بمعنىً واحد، عن أبي عبيدة (٣).

وقرئ: (عُقُبًا) بضم القاف وبسكونها (٤)، فالضم هو الأصل، والإسكان تخفيف. و {ثَوَابًا} و {عُقْبًا}: منصوبان على التمييز.

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (٤٥) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (٤٦)}:

قوله عز وجل: {كَمَاءٍ} يجوز أن يكون في موضع نصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: ضربًا مثل ماءٍ منزل، وأن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ، أي: هي كماء، والمعنى: اذكر لهم، أو صف لهم ما يشبه الحياة الدنيا.


(١) هذه قراءة الباقين من العشرة، انظر مصادر القراءة السابقة.
(٢) قرأها عمرو بن عبيد كما في مختصر الشواذ / ٨٠/. والكشاف ٢/ ٣٩٢. ونسبها ابن عطية ١٠/ ٤٠٦ إلى أبي حيوة. فيكون إعرابها مفعولًا مطلقًا.
(٣) مجاز القرآن ١/ ٤٠٥.
(٤) كلاهما من المتواتر. فقد قرأ عاصم، وحمزة، وخلف: (عقْبا) بسكون القاف. وقرأ الباقون: (عقُبا) بضمها. انظر السبعة / ٣٩٢/. والحجة ٥/ ١٥٠. والمبسوط / ٢٧٨/.

<<  <  ج: ص:  >  >>