للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منقولًا من عَضُدًا نقلت ضمة الضاد إلى العين بعد أن أزيلت حركتها، لأنها لا تتحرك بحركة وهي متحركة بأخرى.

وقرئ أيضًا: (عَضَدًا) بفتح العين والضاد (١)، وهو جمع عاضد كخادم وخدم.

{وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (٥٢)}:

قوله عز وجل: {وَيَوْمَ يَقُولُ} أي: واذكر يوم يقول الله للكفار نادوا شركائي، وقرئ: بالنون (٢) حملًا على ما قبله مما هو على لفظ الجمع. وأضاف الشركاء إليه على زعمهم توبيخًا لهم وتقريعًا.

وقوله: {الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} أي: الذين زعمتموهم إياهم، أي: زعمتموهم شركاء، فحذف مفعولا الزعم، لا بد من هذا التقدير: إذ بهما يتم الموصول.

وقوله: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا} (بينهم) فيه وجهان، أحدهما: ظرف. والثاني: مفعول به، والمعنى: وصيرنا تواصلهم في الدنيا هلاكًا يوم القيامة. وقيل: عداوة (٣).

والمَوْبِقُ يحتمل أن يكون مكانًا، يعضده قول من قال: هو اسم وادٍ عميق في جهنم، وهما قتادة ومجاهد (٤). وأن يكون مصدرًا، يعضده قول


(١) نسبها ابن خالويه / ٨٠/ إلى الجحدري، ويزيد بن القعقاع، والحسن. ونسبها ابن عطية ١٠/ ٤١٤ إلى عيسى بن عمر.
(٢) قرأها حمزة من العشرة، والباقون على الياء (يقول)، انظر السبعة / ٣٩٣/. والحجة ٥/ ١٥١. والمبسوط / ٢٧٩/.
(٣) أخرجه الطبري ١٥/ ٢٦٤ عن الحسن. وانظر النكت والعيون ٣/ ٣١٦. وزاد المسير ٥/ ١٥٦.
(٤) أخرجه الطبري ١٥/ ٢٦٤ - ٢٦٥ عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>