للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للنخلة (١). و {مِنْ تَحْتِهَا}: يجوز أن يكون من صلة نادى، وأن يكون حالًا من المستكن فيه.

وقوله: {أَلَّا تَحْزَنِي} الفعل منصوب بأن، أو مجزوم بلا وأن هي المفسرة بمعنى (أي) (٢).

وقوله: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} السَّريُّ في اللغة: النهر الصغير كالجدول، وجمعه أسرية وسُرْيَان، كأَجْرِبَةٍ وجُربَانٍ. والسَّرِيُّ أيضًا: السَّخِيُّ من الرجال، يقال: سَرا يَسْرُو، وسَرِيَ بالكسر يَسْرَى سَرْوًا فيهما، وسَرُوَ يَسْرُو سَرَاوةً، أي صار سَرِيًّا (٣)، وقال:

٤١٦ - وَتَرَى السَّرِيَّ مِنَ الرِّجَالِ بِنَفْسِهِ ... وابْنُ السَّرِيِّ إذَا سَرَا أَسْرَاهُمَا (٤)

وجمعه سَرَاةٌ وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل على فَعَلَة، لا يعرف غيره، وقد فسر بهما هنا (٥)، أي: قد جعل ربك تحت قدميك نهرًا، قيل: وكان قد انقطع الماء عنه، فأرسل الله جل ذكره الماء فيه لمريم (٦).

وقيل: بل المراد به عيسى عليه الصلاة والسلام، وعن الحسن: كان والله عبدًا سريًا (٧)، والمعنى: لا تحزني قد وهب الله لك ولدًا كريمًا صالحًا رفيع القدر، وهو فعيل بمعنى فاعل.


(١) أخرجه الطبري ١٦/ ٦٨. وانظر الكشاف ٢/ ٤٠٩.
(٢) انظر التبيان ٢/ ٨٧١.
(٣) التصريف والضبط من الصحاح.
(٤) كذا هذا البيت في الصحاح واللسان (سرا) دون نسبة.
(٥) أما كون السري بمعنى النهر: فهو قول جمهور المفسرين كابن عباس، والبراء بن عازب - رضي الله عنهم -، ومجاهد، وابن جبير، وقتادة، والضحاك، والسدي. وأما كونه عيسى - عليه السلام - الكريم الرفيع الشأن: فهو قول الحسن، وعكرمة، وابن زيد. انظر القولين في جامع البيان ١٦/ ٦٩ - ٧١. والنكت والعيون ٣/ ٣٦٥. وزاد المسير ٥/ ٢٢٢.
(٦) انظر هذا القول في معالم التنزيل ٣/ ١٩٣.
(٧) انظر قول الحسن - رحمه الله - في جامع البيان ١٦/ ٧٠. ومعالم التنزيل ٣/ ١٩٣. والكشاف ٢/ ٤٠٩. قالوا: وقد رجع الحسن عن هذا القول. انظر الطبري الموضع السابق. ومعاني الزجاج ٣/ ٣٢٥. والمحرر الوجيز ١١/ ٢٣. وزاد المسير ٥/ ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>