للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجماعة، وبالياء: النقط من تحتها على تذكير الجمع (١).

وقوله: (يَنْفَطِرْنَ) بالنون وتخفيف الطاء (٢)، وهو مطاوع فطَره بالتخفيف إذا شقه. وقرئ: بالتاء وتشديد الطاء (٣)، وهو مطاوع فطّره - بالتشديد - إذا شقه أيضًا، غير أن التشديد يدل على التكثير وتكرير الفعل، والتخفيف يحتمل التكثير وغيره، والتشديد هنا أجود لما فيه من معنى المبالغة في الإخبار عن عظم كفرهم (٤).

وقوله: {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} نصب قوله: {هَدًّا} على المصدر، وفعله مضمر على معنى: وتسقط الجال وتُهَدُّ هَدًّا. وقيل: هو في موضع الحال، أي: مهدودة. أو مفعول له، أي: لأنها تهد (٥).

ولا يجوز أن يكون فعله هذا الظاهر حملًا على المعنى؛ لأن الخرور والهد بمعنى كما زعم بعضهم (٦) , لأن الخرور لازم، والهد متعد (٧).

{أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢)}:

قوله عز وجل: {أَنْ دَعَوْا} فيه أوجه:


(١) القراءتان من المتواتر، فقد قرأ نافع، والكسائي بالياء على التذكير. وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث. انظر السبعة / ٤١٣/. والحجة ٥/ ٢١٣ - ٢١٤. والتذكرة ٢/ ٤٢٧. والنشر ٢/ ٣١٩.
(٢) قرأها أبو عمرو، وحمزة، وابن عامر، وأبو بكر، ويعقوب، وخلف كما سوف أخرج.
(٣) أي (يَتَفَطَّرْنَ). قرأها المدنيان، وابن كثير، والكسائي، وحفص. انظر السبعة ٤١٢ - ٤١٣ وفيه تصحيف. والحجة ٥/ ٢١٣ - ٢١٤. والتذكرة ٢/ ٤٢٧. والنشر ٢/ ٣١٩.
(٤) كذا أيضًا في الحجة ٥/ ٢١٤.
(٥) الأوجه الثلاثة للزمخشري ٢/ ٤٢٤.
(٦) هو النحاس ٢/ ٣٢٨. والعكبري ٢/ ٨٨٣. واقتصر مكي، وابن الأنباري على كونه مصدرًا دون ذكر العلة.
(٧) علله أبو حيان ٦/ ٢١٩. وتبعه السمين ٧/ ٦٤٧ على أن (هدّ) هنا لازم لأنه من هد الحائط يَهِدّ هديدًا وهدًا. ولم أجد في الصحاح أو اللسان ما يؤيد هذا الذي قالاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>