للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣٨) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٣٩)}:

قوله عز وجل: {مِنْ عَجَلٍ} من صلة {خُلِقَ}، كما تقول: خلق فلان من الكرم، إذا كثر ذلك منه. وقيل: في موضع الحال، أي: عَجِلًا أو عَجُولًا، يقال: رجل عَجِلٌ، وَعَجُلٌ، وعَجُولٌ. والعَجَلُ: ضد البطء.

وقوله: {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ} جواب {لَوْ} محذوف. و {حِينَ} مفعول به لقوله: {يَعْلَمُ} لا ظرف له كما زعم بعضهم، لأنه هو المعلوم لا غيره فيه، أي: لو يعلمون الوقت الذي لا يقدرون فيه على كف النار عن وجوههم ولا عن ظهورهم، لما صدر منهم ما صدر وهو الكفر والسخرية والاستعجال، ولكن جهلهم به هو الذي حملهم على ذلك فاكهين به.

{بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (٤٠) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٤١)}:

قوله عز وجل: {بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ} الجمهور على التاء في قوله: {بَلْ تَأْتِيهِمْ. . . فَتَبْهَتُهُمْ} النقط من فوقه، والمنوي فيهما راجع إلى النار، أو إلى الوعد، لأنه في معنى النار، وهي التي وُعِدُوها، أو على تأويل العِدَةِ والموْعِدَةِ، أو إلى الحِين، لأنه في معنى الساعة، أو إلى الساعة وإن لم يجر لها ذكر، لكونها معلومة، كقوله: {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} (١). و {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (٢)، وإن لم يجر للدنيا والشمس ذكر، لما ذكر آنفًا.


(١) سورة فاطر، الآية: ٤٥.
(٢) سورة ص، الآية: ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>