للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيث كانتا ياءين، وكان في (أدري) ضمير مرفوع، وفي غلامي أيضًا ضمير وإن كان مجرورًا، وهذا قول أبي الفتح (١)، وقال غيره: ألقيت حركة الهمزة على الياء فتحركت وبقيت الهمزة ساكنة، فقلبت ألفًا لانفتاح ما قبلها، ثم قلبت همزة متحركة، لأنها في حكم المبتدإِ بها، والابتداء بالساكن محال في اللغة العربية (٢). وكلاهما عندي ليس بشيء، والوجه عندي أن يكون أَكَّدَ الفعل بالنون الخفيفة، وأراد إن أدريَنْ، ثم أبدل منها ألفًا للوقف، ثم حذف الألف وبقى الفتحة تدل عليها، تعضده قراءة بعضهم: (أَلَمْ نَشْرَحَ) بفتح الحاء (٣)، وقد أُوّلَتْ على تقدير النون الخفيفة، ومنه قوله:

٤٤٩ - اضْرِبَ عَنْكَ الهُمُومَ طَارِقَهَا ... . . . . . . . . . . . . (٤)

قالوا: أراد (اضربَنْ). فاعرفه فإنه موضع لطيف.

وقوله: {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ} (أقريب) مبتدأ، و {أَمْ بَعِيدٌ} معطوف عليه. و {مَا تُوعَدُونَ} (ما) موصولة مرتفعة بقوله: {أَقَرِيبٌ} على الفاعلية لاعتماده على الهمزة سادة مسد الخبر، كقولك: أقائم أخواك.

{وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (١١١) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (١١٢)}:


(١) المحتسب الموضع السابق.
(٢) انظر هذا القول بالحرف في التبيان ٢/ ٩٣٠.
(٣) من سورة (الشرح) وهي قراءة شاذة نسبت إلى أبي جعفر المنصور، وسوف تأتي في موضعها وأخرجها هناك إن شاء الله.
(٤) صدر بيت لطرفة بن العبد، وعجزه:
. . . . . . . . . . . . . ... ضَرْبَكَ بالسوط قَوْنَسَ الفَرَس
ويروى: (بالسيف). وانظره في نوادر أبي زيد (١٣). وجمهرة ابن دريد ٢/ ٨٥٢. والخصائص ١/ ١٢٦ والمحتسب ٢/ ٣٦٧. والمقاييس ٥/ ٣٢. والصحاح (قنس). ومشكل مكي ٢/ ٤٨٦. والإفصاح / ٢٤٥/. والإنصاف ٢/ ٥٦٨. وشرح المفصل ٩/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>