للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(مِنَ البَعَثِ) بالتحريك (١) والإِسكان، وهما مصدران بمعنىً كالجلَبِ والجَلْبِ والطَّرَدِ والطَّرْدِ وشبههما، غير أن الإسكان فيه أشيع.

وقوله: {خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} يعني أباكم آدم - عليه السلام -، فحذف المضاف. {ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ}) يعني: أولاده.

وقوله: {وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} الجمهور على رفعه على الاستئناف، أي: ونحن نقر، أي: ونحن نثبت في الأرحام ما نشاء أن نثبته، فلا يكون سقطًا. {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} وهو وقت الولادة.

وقرئ: بالنصب (٢) عطفًا على {لِنُبَيِّنَ}، قال الزمخشري: القراءة بالنصب تعليل معطوف على تعليل، ومعناه: خلقناكم مدرجين هذا التدريج لغرضين - أحدهما: أن نبين قدرتنا. والثاني: أن نقر في الأرحام مَن نُقِرُّ حتى وقت الوضع (٣).

وقرئ: (ونَقُرُّ) بفتح النون وضم القاف والراء (٤)، من قر الماء، إذا صبه.

وقوله: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} الجمهور على رفع الجيم عطفًا على {وَنُقِرُّ} وقرئ: بالنصب (٥) عطفًا على {لِنُبَيِّنَ}.

وانتصاب قوله: {طِفْلًا} على الحال من الضمير المنصوب في {نُخْرِجُكُمْ}، وأفرد لأن الغرض الدلالة على الجنس. وقيل التقدير: نخرج


(١) انظر قراءة الحسن - رحمه الله - في مختصر الشواذ / ٩٤/ وفيه تصحيف. والكشاف ٣/ ٢٥. والمحرر ١١/ ١٧٧.
(٢) رويت عن المفضل عن عاصم. انظر إعراب النحاس ٢/ ٣٩٠. ومختصر الشواذ / ٩٤/. والمحرر الوجيز ١١/ ١٧٨. والقرطبي ١٢/ ١١.
(٣) الكشاف ٣/ ٢٦.
(٤) رواية عن يعقوب. انظر الكشاف الموضع السابق. والبحر ٦/ ٣٥٢.
(٥) قرأها المفضل عن عاصم كما في التذكرة ٢/ ٤٤٣. وانظر مختصر ابن خالويه / ٩٤/. والبحر المحيط ٦/ ٣٥٢. والدر المصون ٨/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>