قوله عز وجل:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} في محل {ذَلِكَ} وجهان:
أحدهما: الرفع، وفيه وجهان - أحدهما: مبتدأ وقوله: {بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} خبره، والإشارة بذلك إلى ما ذكره جل ذكره من خلق بني آدم والأحوال المنتقلة وغير ذلك من أصناف الحكم، أي: ذلك الذي وصفناه حاصل بسبب أن الله هو الحق، أي لا معبود سواه، ولا صانع غيره. والثاني: خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر ذلك.
والثاني: النصب، أي: فعل الله ذلك بأنه هو الحق، والباء على هذا من صلة هذا الفعل المقدر.
وقوله:{وَأَنَّهُ} أي: وبأنه. وكذا و {وَأَنَّ السَّاعَةَ} أي: وبأن الساعة، ومثله:{وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ} أي: وبأن الله.
قوله عز وجل:{مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}(بغير علمٍ) يجوز أن يكون متعلقًا بـ {يُجَادِلُ}، وأن يكون في موضع الحال من الضمير في {يُجَادِلُ}.
وقوله:{وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ} عطف على قوله: {بِغَيْرِ عِلْمٍ} وحكمهما في الإِعراب حكمه.
وقوله:{ثَانِيَ عِطْفِهِ} منصوب على الحال من المنوي في {يُجَادِلُ}، أو من المنوي في الأحوال التي بعده، وهي {بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ}