للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١١)}:

قوله عز وجل: {لِأَمَانَاتِهِمْ} قرئ: بالإفراد (١)، لأن الأمانة مصدر، والمصدر جنس يقع على القليل والكثير. وبالجمع (٢) لاختلاف ضروبها، والمصدر إذا اختلفت أنواعه جاز تثنيته وجمعه. ونظيره قوله: {عَلَى صَلَوَاتِهِمْ} و {صَلَوَاتِهِمْ} الكلام فيهما واحد (٣).

وقوله: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ} محل {الَّذِينَ} إما الرفع على الوصف لقوله: {الْوَارِثُونَ}، أو على: هم، أو النصب على الاختصاص والمدح.

وقوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أنث الفردوس على تأويل البقعة أو الجنة. قيل: والفردوس أصله رومي أعرب (٤)، وهو البستان الواسع الجامع لأنواع الثمر، كذا ورد في التفسير (٥)، ومحل الجملة النصب على الحال إما من الفاعل أو من المفعول، لأن فيها ضميرهما، فلذلك جاز لك أن تجعل حالًا من أيهما شئت، وقد مضى الكلام على نحو هذا في "البقرة" عند قوله جل


(١) أي (لأمانتهم)، وهي قراءة ابن كثير وحده كما سوف أخرج.
(٢) هي قراءة الباقين من العشرة، وانظر القراءتين في السبعة / ٤٤٤/. والحجة ٥/ ٢٨٧. والمبسوط / ٣١١/.
(٣) واحد من حيث الاستعمال، وأما من حيث القُرّاء، فقد قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (على صلاتهم) بالإفراد. وقرأ الباقون: (على صلواتهم) بالجمع. انظر التخريج السابق.
(٤) كذا قال الزجاج ٤/ ٨. وحكى الفراء ٢/ ٢٣١ عن الكلبي أنه البستان بلغة الروم، وقال الفراء: وهو عربي أيضًا، العرب تسمي البستان: الفردوس. وأخرج الطبري ١٨/ ٦ عن مجاهد قال: الفردوس بستان بالرومية.
(٥) انظر الكشاف ٣/ ٤٤ بالإضافة إلى المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>