للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتشديد النون (١)، وفيه أوجه: أحدها: عطف على موضع (ما) والتقدير: إني عليم بما تعملون وبأن هذه. والثاني: على تقدير اللام، أي: ولأن هذه، وهي من صلة {فَاتَّقُونِ}، أي: فاتقون لهذا، وموضع، (أَنَّ) نصب لعدم الجار، أو جر على إرادته على ما ذكر في غير موضع. والثالث: على إضمار فعل، أي: واعلموا أَنَّ هذه.

وقرئ: بتخفيف النون مع فتح الهمزة (٢)، وهي مخففة من الثقيلة، و {هَذِهِ} اسمها، و {أُمَّتُكُمْ} خبرها. قال أبو علي: والتخفيف حسن في هذا لأنه لا فعل بعدها ولا شيء مما يلي (أن)، ولو كان بعدها فعل لم يحسن حتى تعوض السين أو سوف أولًا، وإذا لم يكن بعدها ساغ التخفيف من غير تعويض كقوله: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٣) انتهى كلامه (٤).

وقرئ: (وإنَّ) بالكسر (٥) على الاستئناف، وقد جوز أن يكون معطوفًا على قوله: {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (٦) فيكون فيه تنبيه على الاعتداد بالنعمة، كقول من فتح (أنَّ)، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض (٧).

و{أُمَّةً}: نصب على الحال، وقد مضى الكلام عليها في سورة الأنبياء بأشبع ما يكون (٨).


(١) قرأها أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب.
(٢) قرأها ابن عامر وحده.
(٣) سورة يونس، الآية: ١٠.
(٤) الحجة ٥/ ٢٩٧.
(٥) وتشديد النون، وقرأها الكوفيون: عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف. انظر هذه القراءات المتواتَرة في السبعة / ٤٤٦/. والحجة ٥/ ٢٩٦ - ٢٩٧. والمبسوط / ٣١٢/. والتذكرة ٢/ ٤٥٢.
(٦) من الآية السابقة، وهذا الوجه للكسائي كما في إعراب النحاس ٢/ ٤٢١.
(٧) انظر الحجة الموضع السابق.
(٨) حيث تقدمت هذه العبارة هناك في الآية (٩٢) منها أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>