الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

إعراب سورة الحج - ج: 4 - ص: 609

فوضع الظاهر موضع المضمر كما ترى، ونحو هذا بابه النظم اللهم إلا أن يكون الموضع موضع تفخيم كقوله جل ذكره: {الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ} (١) {الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ} (٢). فاعرفه.

والجمهور على النون والألف في قوله: {نُسَارِعُ} وماضيه (سارع)، والمسارعة إلى الشيء: المبادرة إليه، وقرئ: (نُسْرِعُ) بالنون مع حذف الألف (٣)، وهو مقصور من (نسارع)، ويجوز أن يكون ماضيه أسرع، والأول أمتن، لأن الإسراع حقيقته في السير.

وقرئ أيضًا: (يُسَارِعُ) و (يسرع) بالياء النقط من تحته فيهما مع إثبات الألف وحذفها مبنيين للفاعل (٤). والمنوي فيها لله جل ذكره. أو للممد به، فإن جعلته للممد به فلا يحتاج إلى تقدير حذف الراجع من خبر (أن) إلى اسمها، لأن في الفعل ضميرًا يعود عليه.

وقرئ أيضًا: (يُسَارَعُ) مبنيًا للمفعول (٥)، والقائم مقام الفاعل ضمير الممد به، أو لهم.

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ

---

= والخصائص ٣/ ٥٣. والصحاح (نغص) وشرح الحماسة للمرزوقي ١/ ٣٦. والإفصاح / ١٤٤/. وأمالي ابن الشجري ١/ ٣٧٠.
(١) سورة الحاقة، الآية: ١ - ٢.
(٢) سورة القارعة، الآية: ١ - ٢.
(٣) قرأها الحر النحوي كما في المحتسب ٢/ ٩٤. والمحرر الوجيز ١١/ ٢٣٨. والقرطبي ١٢/ ١٣١.
(٤) أما (يسارع) بالياء والألف وكسر الراء: فقرأها عبد الرحمن بن أبي بكرة كما في جامع البيان ١٨/ ٣١. ومعاني النحاس ٤/ ٤٦٧. والمحتسب ٢/ ٩٤. وأضيفت إلى آخرين، انظر زاد المسير ٥/ ٤٧٩. والقرطبي ١٢/ ١٣١. والبحر ٦/ ٤١٠. وأما (يسرع) بالياء وحذف الألف وكسر الراء: فذكرها ابن خالويه، في مختصره / ٩٨/ عن بعضهم. وحكاها ابن الجوزي في زاده ٥/ ٤٧٩ هكذا لكن بفتح الراء عن أبي عمران الجوني، وعاصم الجحدري، وابن السميفع.
(٥) رويت عن ابن أبي بكرة أيضًا كما في المحتسب، والمحرر الوجيز، والقرطبي المواضع السابقة. ونسبت في زاد المسير إلى معاذ القارئ، وأبي المتوكل.