للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَصَفَ أهلَ البِرِّ، ثم وَصَف على أثرهم أهلَ الكفر (١).

وقوله: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ} ولهم أعمال خبيثة من دون أعمال المؤمنين، وقيل: من دون الحق (٢). وقيل: من دون ما هم عليه لا بد أن يعملوها (٣).

وقيل: الضمير في {قُلُوبُهُمْ} للمؤمنين، وقوله: {فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا} أي: هي مغمورة بالإشفاق مع هذه الأفعال الحسنة ولهم وللمؤمنين أعمال من دون ذلك، أي: أعمال صالحة وهي النوافل دون الفرائض، {هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} ثابتون عليها مقيمون (٤).

{حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (٦٤) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (٦٥) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (٦٧)}:

وقوله: {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ} (حتى) هذه هي التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام الجملة الشرطية.

وقوله: {إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ} (إذا) هذه هي المكانية، وقد ذكر حكمها في غير موضع (٥)، والعامل في {إِذَا} الأولى معنى قوله: {إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ}، كأنه قيل: جاءروا، والجؤار: رفع الصوت، يقال: جأر يجأر جؤارًا، إذا رفع صوته كجؤار الثور.


(١) معاني النحاس ٤/ ٤٧٢.
(٢) انظر جامع البيان ١٨/ ٣٥ - ٣٦.
(٣) انظر معاني النحاس ٤/ ٤٧٣.
(٤) انظر هذا القول في معالم التنزيل ٣/ ٣١٢ حيث نسبه الإمام البغوي إلى قتادة. لكن الجمهور على أن الضمير في (قلوبهم) للكافرين.
(٥) انظر إعرابه للآية (١٠٧) من الأعراف. والآية (٢٠) من طه. والآية (٩٧) من الأنبياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>