للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٧)}:

قوله عز وجل: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} (شهداءُ) اسم كان و {لَهُمْ} الخبر، و {أَنْفُسُهُمْ} بدل من {شُهَدَاءُ}، ويجوز في الكلام نصب {شُهَدَاءُ} على خبر كان و {إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} اسمها، ونصب {إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} على خبر كان أو على الاستثناء.

وقرئ: (ولم تكن) بالتاء النقط من فوقه (١)، لأن الشهداء جماعة كالأعراب في قوله: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ} (٢) أو لأنهم في معنى الأنفس التي هي بدل منهم.

وقوله: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} الشهادة مصدر شهد يشهد، وهو مضاف إلى الفاعل، وفي رفعه وجهان، أحدهما: مبتدأ والخبر محذوف، أي: فعليهم شهادة أحدهم. والثاني: خبر مبتدأ محذوف، أي: فالواجب شهادة أحدهم، أي: أن يشهد أحدهم أربع مرات.

وانتصاب قوله: (أَرْبَعَ) (٣) على المصدر لكونه في حكم المصدر بإضافته إليه، والعامل فيه المصدر الذي هو {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ}، و {بِاللَّهِ} من صلة {شَهَادَاتٍ} أو من صلة {فَشَهَادَةُ} على تقدير إعمال الثاني أو الأول على المذهبين، فإن جعل من صلة الثاني - وهو مذهب أهل البصرة للقرب - حذف من الأول لدلالة الثاني عليه، والتقدير: فشهادة أحدهم بالله أربع شهادات بالله.


(١) ذكرها ابن خالويه / ١٠٠/ عن بعضهم. ونسبها ابن الجوزي ٦/ ١٥ إلى أبي المتوكل، وابن يعمر، والنخعي.
(٢) سورة الحجرات، الآية: ١٤.
(٣) أكثر العشرة على نصب (أربع) وقرأ حفص عن عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: (أربعُ) بالرفع. انظر السبعة ٤٥٢ - ٤٥٣. والحجة ٥/ ٣١٠. والمبسوط ٣١٦ - ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>