قوله عز وجل:{يُزْجِي سَحَابًا} أي: يسوقه، قيل: ومنه البضاعة المزجاة التي يزجيها كل أحد لا يرضاها (١).
وقوله:{ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} أي بين قطعه وأجزائه، وبهذا التأويل ساغ دخول (بين) عليه، لأن (بين) لا يدخل على المفرد، لا يقال: زيد المال بينه. والسحاب: جمع سحابة، كنخل في نخلة.
وقوله:{يَجْعَلُهُ رُكَامًا}(الركام): المتراكم بعضه فوق بعض، يقال: رَكَمْتُ المتاعَ أركُمه رَكْمًا، أي وضعتَ بعضَه على بعض.
وقوله:{فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} محل {يَخْرُجُ} النصب على الحال من {الْوَدْقَ}، أي: خارجًا، والودق: المطر، وَدَقَ يَدِقُ وَدْقًا، أي قَطَرَ، والخلال: جمع خَلَلٍ، كجبال في جمع جبل، والخلل: الفرجة بين الشيئين.
وقوله:{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ}(مِن) الأولى لابتداء الغاية، وفي الثانية ثلاثة أوجه:
أحدها: بدل من الأولى على إعادة الجار، وهي لابتداء الغاية أيضًا على هذا، أي: وينزل من جبال السماء، أي: من جبال في السماء، وهو بدل البعض.
والثاني: للتبعيض، ومفعول (يُنَزِّلُ) محذوف، والتقدير: وينزل من السماء شيئًا من جبال، فحذف الموصوف كقوله: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ