قوله عز وجل:{أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا}: الاستفهام للتقرير، وانتصاب قوله:{وَلِيدًا} على الحال، أي: في حال كونك وليدًا، أي: طفلًا لم تبلغ مبلغ الرجال، وسمى الطفل وليدًا لقرب عهدٍ من الولادة، و {مِنْ عُمُرِكَ}: [في موضع نصب على الحال من {سِنِينَ} لتقدمه عليها].
وقوله:{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ} الجمهور على فتح فاء {فَعْلَتَكَ} وهي المرة من الفعل، وقرئ:(فِعلتك) بكسرها (١)، وهي الحالة التي يكون عليها الإنسان، كالجلسة والركبة، والوجه قراءة الجمهور إذ كانت وكزة واحدة.
وقوله:{وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} يجوز أن يكون الواو للحال إن أراد حدوث كفران النعمة، وإن أراد أن دأبه كذلك فلا، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
وقوله:{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ} ابتداء وخبر، و {تَمُنُّهَا عَلَيَّ}: في موضع الصفة لنعمة، أي: بها.
وقوله:{أَنْ عَبَّدْتَ} محلها إما الرفع على البدل من المبتدأ وهو {تِلْكَ}، أو من الخبر وهو {نِعْمَةٌ}، أو عطف بيان لأحدهما، على معنى: تعبيدك بني إسرائيل نعمة تمنها عليّ، أو على أنها خبر مبتدأ محذوف، أي: هي أن عَبَّدَت. وإما النصب على حذف الجار وعدمه وهو اللام أو الباء، أي: لِأَنْ عبَّدت، أو بأنْ عبَّدت، أو الجر على إرادته على
(١) قرأها الشعبي كما في معاني الفراء ٢/ ٢٧٨ - ٢٧٩. ومعاني الزجاج ٤/ ٨٦. وجامع البيان ١٩/ ٦٦. ومعاني النحاس ٥/ ٦٩. والمحتسب ٢/ ١٢٧.