وقوله:{وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ} أي قربناهم من البحر حتى أغرقناهم فيه، يعني قوم فرعون، ومنه: أَزْلِفْني عند فلان، أي قربني منه. وقيل: أزلفناهم: جمعناهم في البحر حتى غرقوا.
وقرئ:(وأزلقنا) بالقاف (١)، أي: أزللنا أقدامهم، من زلقت رجله تزلق زلقًا، وأزلقها غيره إزلاقًا، أو من أزلق رأسه، إذا حلقه، على معنى: أهلكناهم على وجه الاستئصال. وقيل: أهلكناهم، من قولهم: أزلقت الناقة، إذا ألقت ولدها.
قوله عز وجل:{فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}(عاكفين) خبر ظل.
وقوله:{هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} الجمهور على فتح الياء، أي: هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم؟ فحذف المضاف وهو الدعاء، دل عليه {إِذْ تَدْعُونَ}، لا بد من تقدير حذف هذا المضاف، وذلك أَنَّ (سمعت) بابها أن تتعدى إلى ما كان صوتًا مسموعًا نحو: سمعت كلامك وحديث زيد، فإن وقعت على جوهر تعدت إلى مفعولين، ولا يكون الثاني منهما إلا صوتًا، كقولك:
(١) رويت عن أبي بن كعب، وابن عباس - رضي الله عنهم -. انظر معاني النحاس ٥/ ٨٥. ومختصر الشواذ / ١٠٧/. والمحرر الوجيز ١٢/ ٦٤. وزاد المسير ٦/ ١٢٧. ونسبها ابن جني ٢/ ١٢٩ إلى عبد الله بن الحارث.