للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مبتدأ، أي: إنذارنا، أو ذلك ذكرى. والثاني: في موضع نصب، وفيه ثلاثة أوجه:

أحدها: مصدر مؤكد لقوله: {مُنْذِرُونَ} حملًا على المعنى، لأن معنى هل نحن منذرون، هل نحن مذكورون ذكرى؟ [أي: تذكرة]، ولم تنصرف لأن فيها ألف التأنيث.

والثاني: في موضع الحال من الضمير في {مُنْذِرُونَ}، أي: ينذرونهم مذكرين أو ذوي تذكرة.

والثالث: مفعول له، أي: ينذرونهم لأجل الموعظة والتذكرة، والمعنى: وما أهلكنا من أهل قرية، إلا بعد الإنذار والتذكير.

وقوله: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} روي عن الحسن البصري: (الشياطون) (١)، قال الفراء: غلط الشيخ في قراءته: (الشياطون) ظن أنها النون التي على هجاءين، وأنكره أيضًا أبو إسحاق، وأبو الفتح (٢)، ولعمري صدقوا فيما قالوا وزعموا، ولا يجوز القراءة به لمخالفته الإمام مصحف عثمان - رضي الله عنه -، مع عدم وجهه من جهة العربية عند جمهور النحاة.

{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (٢٢٣) وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)}:


(١) انظر هذه القراءة في معاني الفراء ٢/ ٢٨٥. ومعاني الزجاج ٤/ ١٠٣. وجامع البيان ١٩/ ١١٨. وإعراب النحاس ٢/ ٥٠٣. والمحتسب ٢/ ١٣٣.
(٢) انظر المواضع السابقة من كتبهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>