وقوله:{إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} في الضمير في {إِنَّهُ} وجهان:
أحدهما: ضمير الشأن وما بعده مفسر له وهو {أَنَا اللَّهُ}، و {أَنَا} مبتدأ، واسم الله خبره، و {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} صفتان للخبر.
والثاني: ضمير المنادي وهو الله عز وجل، أي: إن الذي ناداك (أنا)، فـ {أَنَا} على هذا يجوز أن يكون فصلًا، وأن يكون تأكيدًا لاسم (إن)، وأن يكون خبر (إن) و {اللَّهُ} موضح لـ {أَنَا}، أو بدل منه، و {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} صفتان للموضح.
قوله عز وجل:{وَأَلْقِ عَصَاكَ} عطف على {بُورِكَ} عطف جملة، وهو من جملة ما نودي، أي: نودي أن بورك من في النار، وأن ألق عصاك، بشهادة قوله في "القصص" بعد قوله: {أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ. . . وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}(١) على تكرير (أن) كما ترى.
وقوله:{فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ} محل {تَهْتَزُّ} النصب على الحال من الضمير المنصوب في {رَآهَا}، لأن (رأى) من رؤية العين، وكذا الكاف في {كَأَنَّهَا} في موضع نصب على الحال من المنوي في {تَهْتَزُّ}، أي: مهتزة مشبهة جانًّا، وهي الحية الخفيفة السريعة، وجمعها جِنَّانٌ.
وقوله:{وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ}(مدبرًا) حال من المنوي في {وَلَّى}. {وَلَمْ يُعَقِّبْ} عطف على {وَلَّى}، ولا يجوز أن يكون في موضع الحال، أي: غير راجع، لأنه ماض في المعنى.