للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤٩٥ - أمرتك الخير. . . . . . ... . . . . . . . . . . (١)

أي: بطرت في معيشتها، وإما بعين {بَطِرَتْ} على تضمينه معنى جهلت، أو كفرت، أي: جهلت شكر معيشتها، أو كفرت نعمتها، ثم حذف المضاف.

ويبعد انتصابها على التمييز كما زعم الفراء (٢) , لأنها معرفة. وقد جوز انتصابها علي الظرف إما بنفسها، كقولك: زيد ظني مقيم، أو بتقدير حذف الزمان المضاف كخفوق النجم، ومقدم الحاج، أي: بطرت أيام معيشتها، ثم حذف المضاف (٣).

قال أبو إسحاق: والبطر الطغيان بالنعمة (٤).

{أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (٦٣)}:

قوله عز وجل: {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} {يَوْمَ} ظرف للظرف الذي هو خبر المبتدأ، وهو {مِنَ الْمُحْضَرِينَ}، والمبتدأ {هُوَ}، أو لمحذوف دل عليه {مِنَ الْمُحْضَرِينَ}، أي: خمر أو محضر في ذلك اليوم في النار أو للحساب.

وقوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} {يَوْمَ} يجوز أن يكون عطفًا على قوله: {يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}، وأن يكون ظرفًا لقوله: {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} , وأن يكون مفعولًا به منصوبًا بمضمر


(١) تقدم كثيرًا. انظر رقم (١٨).
(٢) معانيه ٢/ ٣٠٨.
(٣) انظر هذا الوجه في الكشاف ٣/ ١٧٤.
(٤) معانيه ٤/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>