غَوَيْنَا} وإن كان فضلة، لأنا رأينا الظرف الذي فيه فضلة لا بد منه في بعض المواضع كقولك: زيد قائم عمرو في داره، فلا بد من قولك: في داره، ليعود من الجملة إلى زيد وهو فضلة في الكلام، فكذا هنا ينبغي أن يكون {أَغْوَيْنَاهُمْ} خبرًا لتعلق قوله: {كَمَا غَوَيْنَا} به وإن كان فضلة، انتهى كلامه:
ومحل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: أغويناهم فغووا غيًا مثل غينا، والإغواء: الإضلال، والغي: الضلال.
وقوله:{مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} في (ما) وجهان:
أحدهما: نافية، على معنى: تبرأنا إليك من دعائنا إياهم إلى عبادتنا وأمرنا إياهم بها، فما كانوا يعبدوننا بأمرٍ منا لهم بعبادتنا، وإنما كانوا يعبدون أهواءهم، ويطيعون شهواتهم.
والثاني: مصدرية، بمعنى: تبرأنا إليك مما كانوا إيانا يعبدون، أي: من عبادتهم إيانا، فإنا ما دعوناهم إليها.
قوله عز وجل:{لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} جواب (لو) محذوف، أي: لو كانوا يهتدون في الدنيا بالإيمان والطاعة لم يروا العذاب، أو لما أطاعوهم وما عبدوهم.