للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخيرة فيما مضى وهي لهم فيما يأتي (١). فأجيب عنه وقيل: إن ذلك غير لازم، لأن (ما) تنفي الحال والاستقبال كليس، ولذلك عملت عملها (٢).

والثالث: مصدرية، أي: ويختار اختيارهم، وهو من التعسف والتكلف كما ترى (٣).

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥)}:

قوله عز وجل: {سَرْمَدًا} مفعول به ثان، لأن الجعل هنا بمعنى التصيير. وقد جوز أن يكون بمعنى الخلق و {سَرْمَدًا} حال.

والسرمد: الدائم المتصل، من قولهم: سردت الصوم، أي: تابعته، وقيل لأعرابي: أتعرف الأشهر الحرم؟ فقال: نعم، ثلاثة سَرْدٌ، وواحدٌ فردٌ (٤). والميم مزيدة، ووزنه (فعمل) ونظيره في كون الميم زائدة: دُلَامِص للبَرَّاق من الدروع، بشهادة قولهم: دَلِيص ودِلَاص، وقد دَلَصَتِ الدرعُ (٥).

وقوله: {لِتَسْكُنُوا فِيهِ}: الضمير في قوله: {فِيهِ} لليل. وقيل:


(١) جامع البيان ٢٠/ ١٠٠ - ١٠١.
(٢) القول هنا للمهدوي كما في القرطبي الموضع السابق.
(٣) انظر هذا الوجه في التبيان ٢/ ١٠٢٤.
(٤) الصحاح (سرد).
(٥) الصحاح (دلص).

<<  <  ج: ص:  >  >>