للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكتاب وشيخه الخليل رحمهما الله تعالى وموافقوهما إلى أن (وَيْ) مفصولة عن كأن (١)، وهي كلمة يستعملها النادم لإظهار ندامته وتندمه على ما فات، و (كأن) هنا إخبار عار عن معنى التشبيه، ومعناه التعجب، أي: ألم تر أن الله يبسط الرزق لمن يشاء، والمعنى: أن القوم انتبهوا أو تنبهوا على خطئهم في تمنيهم وقولهم: {يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ}، فقولهم: (وَيْ) تندم (وكأن الله) تعجب، وعليه بيت الكتاب:

٤٩٦ - وَيْ كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبُّ يُحْـ ... ـبَبْ وَمَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ (٢)

لأنه تندم على ما سلف منه في تفريطه لماله، وتعجب مِن أنَّ مَن يكن له نشب، وهو المال والعقار يُحببْ، وكذا القوم تندموا على ما سلف منهم من تمنيهم لمكان قارون، وتعجبوا من بسط الله تعالى الرزق لمن يشاء مِن عباده وقدره لهم، وقبله:

سَألَتَانِي الطلاقَ أَنْ رَأَتَانِي ... قَلَّ مَالِي، قَدْ جِئْتُمَانِي بِنُكْرِ (٣)

(وي كأن). وذهب أبو الحسن: إلى أن أصله ويك (٤)، والكاف متصلة وهي كلمة تلبية، كقوله أيضًا:

٤٩٧ - وَلَقَدْ شَفَى نَفْسي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا ... قِيلُ الفَوَارِسِ وَيْكَ عَنْتَرُ أَقْدِمِ (٥)


(١) انظر سيبويه ٢/ ١٥٤. ومعاني الزجاج ٤/ ١٥٧. ومعاني النحاس ٥/ ٢٠٤. وإعرابه ٢/ ٥٥٩. ومشكل مكي ٢/ ١٦٤.
(٢) تقدم تخريج هذا الشاهد برقم (٢٧٧).
(٣) انظره بالإضافة إلى المصادر السابقة في معاني الأخفش ٢/ ٤٧٢. وجامع البيان ٢٠/ ١٢٠. وزاد المسير ٦/ ٢٤٦. والبيت تابع للذي قبله وليس بموضع شاهد.
(٤) معاني الأخفش ٢/ ٤٧٢. وحكاه عنه ابن جني في الخصائص ٣/ ٤٠ - ٤١. وابن الأنباري في البيان ٢/ ٢٣٧.
(٥) لعنترة بن شداد العبسي من معلقته. انظره في معاني الفراء ٢/ ٢١٢. وجامع البيان ٢٠/ ١٢١. وشرح القصائد السبع الطوال / ٣٥٩/. والنكت والعيون ٤/ ٢٧٠. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>