للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٨٤)}:

قوله عز وجل: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا} (تلك) مبتدأ. و {الدَّارُ الْآخِرَةُ} لك أن تجعلها عطف بيان لـ {تِلْكَ} فيكون الخبر {نَجْعَلُهَا}، ولك أن تجعلها الخبر، فيكون قوله: {نَجْعَلُهَا} إما خبرًا بعد خبر، أو حالًا من {الدَّارُ} والعامل فيها ما في {تِلْكَ} من معنى الفعل، و {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ} صفة للدار.

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٨٥) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (٨٦) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٨٧)}:

قوله عز وجل: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى} (مَنْ) يجوز أن تكون موصولة في موضع نصب بفعل دل عليه {أَعْلَمُ}، لا بعين {أَعْلَمُ}، لأن أفعل لا تعمل في الاسم الظاهر النصب، والتقدير: يعلم من جاء. وأن تكون استفهامية في موضع رفع بالابتداء والخبر {جَاءَ} والجملة في موضع نصب بالفعل المقدر المذكور آنفًا.

وقوله: {إِلَّا رَحْمَةً} الاستثناء منقطع و {إِلَّا} بمعنى لكن، أي بمعنى: ولكن ألقى إليك رحمة، أي: الرحمة من ربك، أو: ولكن رحمك الله رحمة بإنزال الوحي عليك، وإعطائك النبوة والقرآن.

وقوله: {وَلَا يَصُدُّنَّكَ} الجمهور على فتح الياء وضم الصاد، من

<<  <  ج: ص:  >  >>