للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محذوف، والتقدير: إنما اتخذتم من دون الله أوثانًا آلهة للمودة، أي: لتتوادوا بينكم وتتواصلوا لاجتماعكم على عبادتها واتفاقكم عليها، لا لأنَّ عندها نفعًا أو ضرًا.

وأن يكون مفعولًا به ثانيًا لـ {اتَّخَذْتُمْ}، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: إنما اتخذتم الأوثان سبب المودة بينكم، أو اتخذتموها مودة بينكم بمعنى: مودودة بينكم، كقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} (١).

وأن يكون حالًا من الضمير في {اتَّخَذْتُمْ}، أي: اتخذتموها آلهة متوادين أو ذوي مودة.

وأن يكون صفة لـ {أَوْثَانًا} على جعل الأوثان المودة على السعة، أو على حذف المضاف، أي: ذوي مودة.

وأن يكون تمييزًا أي: من المودة.

ومن أضاف {مَّوَدَّةَ} جعل {بَيْنِكُمْ} اسمًا لا ظرفًا، وقد أوضحت آنفًا.

ومن نون (مودةً) نصب أو رفع كان {بَيْنِكُمْ} ظرفًا للمودة، [وذلك أن تجعل {بَيْنِكُمْ} صفة للمصدر الذي هو المودة] لأنه نكرة، والنكرات توصف بالظروف، كقولك: مررت برجل خلفك، والجمل من الأسماء والأفعال، كقولك: جاءني رجل أبوه منطلق، ورأيت رجلًا ذهب أخوه، و {بَيْنِكُمْ} على هذا من صلة محذوف، وفيه ذكر يعود إلى الموصوف، والتقدير: مستقرة أو كائنة بينكم، ثم حذف اسم الفاعل تخفيفًا وللعلم به، فانتقل الذكر إلى الظرف، فارتفع به كما كان يرتفع باسم الفاعل.

وفيما يتعلق به {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أوجه أيضًا:


(١) سورة البقرة، الآية: ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>