للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (من خَلَلِه) (١)، وهو مفرد، وجمعه خلال كجبل وجبال. وقد جوز أن يكونا مفردين كالصَّلا والصِّلاء (٢).

وقوله: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} (إن) هي المخففة، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية، أي: وإن الأمر أو الشأن كان هؤلاء الذين أنزل عليهم الودق من قبل إنزاله لمبلسين، أي: لقانطين من المطر. وقوله: {مِنْ قَبْلِهِ} من باب التكرار للتوكيد، كقوله: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (٣) وقوله: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} (٤)، والضمير للمطر، أي من قبل إنزال المطر من قبل المطر، هذا مذهب أبي الحسن وغيره من علماء هذه الصناعة، قالوا: ومعنى التوكيد فيه: الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول وبعد، فاستحكم بأسهم وتمارى إبلاسهم، فكان الاستبشار على قدر اغتمامهم بذلك (٥).

وقيل: الضمير للسحاب (٦) أي من قبل إنزال الغيث من قبل السحاب.

وقيل: من قبل النبات وإن لم يجر له ذكر لدلالة المعنى عليه (٧).

وقيل: من قبل الاستبشار، دل عليه {إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (٨).

وعن أبي العباس: من قبل التنزيل من قبل المطر، يريد بالتنزيل


(١) هي قراءة علي، وابن عباس - رضي الله عنهم -، والضحاك، والحسن بخلاف. انظر إعراب النحاس ٢/ ٥٩٤. والمحتسب ٢/ ١٦٤. والنكت والعيون ٤/ ٣٢١. والمحرر الوجيز ١٢/ ٢٦٨. كما نسبها ابن الجوزي في زاد المسير ٦/ ٣٠٩ إلى ابن مسعود - رضي الله عنه -، ومجاهد، وأبي العالية.
(٢) انظر المحتسب الموضع السابق.
(٣) سورة ص، الآية: ٧٣ وسورة الحجر، الآية: ٣٠.
(٤) سورة الحشر، الآية: ١٧.
(٥) انظر معاني أبي الحسن الأخفش ٢/ ٤٧٦. ومعاني الزجاج ٤/ ١٨٩. وجامع البيان ٢١/ ٥٤. ومعاني النحاس ٥/ ٢٦٨ - ٢٦٩. والكشاف ٣/ ٢٠٧ والعبارة منه.
(٦) قاله النحاس في المعاني ٥/ ٢٦٩ واختاره. وانظر البيان ٢/ ٢٥٢.
(٧) ذكره القرطبي ١٤/ ٤٤.
(٨) حكاه أبو حيان ٧/ ١٧٩. والسمين الحلبي ٩/ ٥٣ عن الكرماني، والدوري، وابن قادم.

<<  <  ج: ص:  >  >>