وأَنْتَنّا، من صَلَّ اللحمُ يَصِلّ ويَصَلّ بكسر الصاد وفتحها صُلُولًا، إذا أَنْتَنَ مطبوخًا كان أو نيئًا، وأَصَلَّ إِصْلالًا مثله، والمعنى: إذا دُفِنَّا في الأرض وصَلَّتْ أجسامنا فيها.
قوله عز وجل:{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ}(لو) امتناعية وجوابها محذوف، والمعنى: لو رأيت ذلك لرأيت أمرًا عظيمًا، والخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لكل مخاطب، والرؤيا: من رؤية العين، والمفعول محذوف، أي: ولو ترى أهوال القيامة، أو نحو ذلك، و {إِذِ} ظرف لـ {تَرَى}، وهو لما مضى والمراد به الآتي، وقد ذكرت فيما سلف من الكتاب أن المُتَرَقَّبَ من الله جل ذكره بمثابة الموجود والمقطوع به في تحقيقه. و {الْمُجْرِمُونَ} مبتدأ خبره {نَاكِسُو}.
وقوله:{رَبَّنَا} أي: يقولون ربنا، ومحل هذا المقدر المحذوف إما الرفع على أنه خبر بعد خبر لـ {الْمُجْرِمُونَ}، أو النصب على الحال من الضمير في {نَاكِسُو}.
وقوله:{لَأَمْلَأَنَّ} جواب قسم محذوف، و {أَجْمَعِينَ} تأكيد للجِنة والناس.
وقوله:{فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} يجوز أن يكون مفعول الذوق محذوفًا، أي: فذوقوا العذاب بسبب نسيان اللقاء، و {هَذَا} على هذا صفة للقاء أو لليوم، وأن يكون {هَذَا} هو المفعول، على معنى: