للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (وقَرْنَ) بفتحها (١)، وذلك يحتمل أوجهًا:

أن يكون من القرار وهو الثبات، والفعل منه: قَرِرْتُ أَقَرُّ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر، والأصل: اقْرَرْنَ بفتح الراء الأولى، فنقلت حركة العين إلى الفاء، وحذفت العين لالتقاء الساكنين على ما ذكر آنفًا.

وأن يكون من قَرِرْتُ به عَيْنًا أَقَرُّه قُرَّةً وقَرُورًا، على معنى: واقْرَرْنَ عَيْنًا في بُيُوتِكُنَّ، ثم أُلقِيَتِ الحركة على ما سبق آنفًا.

وأن يكون من قَارَ يَقَارُ، إذا اجتمع، ومنه القَارَةُ، وهي قبيلةٌ سُمُّوا قارة لاجتماعهم والتفافهم، ومنه قول شاعرهم:

٥٢٠ - دَعونا قَارَةً لَا تُنْفِرُونَا ... . . . . . . . . . . . (٢)

فاعرفه فإنه موضع.

قوله: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} أي: تبرجًا مثل تبرج النساء في الجاهلية الأولى.

وقوله: {أَهْلَ الْبَيْتِ} منصوب إما على النداء، كقوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ} (٣) أو على المدح والاختصاص، وهو الوجه كقولهم: إِنَّا معشرَ العرب نفعل كذا (٤). وفي الحديث: "إنّا معاشرَ الأَنْبِيَاءَ لَا نُوَرثُ، مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ" (٥).


(١) هذه قراءة أبي جعفر، ونافع، وعاصم. انظرها مع قراءة الباقين في السبعة ٥٢١ - ٥٢٢. والحجة ٥/ ٤٧٥. والمبسوط / ٣٥٨/. والتذكرة ٢/ ٥٠٢.
(٢) لأحد بني قارة، وعجزه:
. . . . . . . . . . . ... فَنُجْفِلْ مِثْلَ إجفالِ الظليم
وانظره في جمهرة اللغة ٢/ ٧٩٥. والاشتقاق / ١٧٩/. والصحاح (قور).
(٣) سورة الزمر، الآية: (٤٦).
(٤) انظر الكتاب ٢/ ٢٣٣.
(٥) الحديث متفقٌ عليه بغير لفظ (إنا معاشر الأنبياء) وهذا هو موضع الشاهد، ورواه الإمام =

<<  <  ج: ص:  >  >>