قوله عز وجل:{وَتُخْفِي} يجوز أن يكون مستأنفًا، وأن يكون حالًا من المنوي في {تَقُولُ}، أي: تقول ذلك مخفيًا في نفسك ما الله مبديه، و {مَا} موصولة في موضع نصب بتخفي، وما بعده ابتداء وخبر صلته. {وَتَخْشَى}: عطف على قوله: {وَتُخْفِي}، وحكمه في الإعراب حكمه.
وقوله:{وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} اسم الله جل ذكره مبتدأ، وفي الخبر وجهان:
أحدهما:{أَحَقُّ}، و {أَنْ تَخْشَاهُ} بدل من اسم الله بدل الاشتمال.
والثاني:{أَنْ تَخْشَاهُ} مبتدأ، و {أَحَقُّ} خبره مقدم عليه، والجملة خبر عن اسم الله.
ولك أن تجعل اسم الله مبتدأ، {أَحَقُّ} خبره، و {تَخْشَاهُ}[في موضع نصب أو جر، أي: بأن تخشاه]، ولا بد من محذوف يتم به معنى الكلام تقديره: والله أحق من غيره بأن تخشاه أي: بالخشية، هذا إن قدرت {أَنْ تَخْشَاهُ} في موضع نصب أو جر، فإن قدرت أنه بدل أو ابتداء ثان كان التقدير: خشية الله أحق من خشية غيره.
ولا يجوز أن تقدر {أَنْ تَخْشَاهُ} في موضع جر بإضافة {أَحَقُّ} إليه، لأن أفعل لا يضاف إلا إلى ما هو بعضه، فاعرفه (١).
وقوله:{سُنَّةَ اللَّهِ} نصب على المصدر مؤكد لما قبله، لأن ما قبله من قوله:{فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} يدل على أنه سَنَّ له ذلك سُنَّةً.