قوله عز وجل:{قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ}(ما) يجوز أن تكون شرطية في موضع نصب بقوله: {سَأَلْتُكُمْ}، لأن سأل يتعدى إلى مفعولين، و {مِنْ أَجْرٍ} تفسير وتبيين لـ {مَا}، وجواب الشرط قوله:{فَهُوَ لَكُمْ} والمعنى: نفي مسألة الأجر رأسًا، كقولك: إن أعطيتني شيئًا فخذه، وأنت تعلم أنه لم يعطك شيئًا.
وأن تكون موصولة في موضع رفع بالابتداء، و {مِنْ أَجْرٍ} في موضع الحال من الراجع المحذوف إلى الموصول، والخبر {فَهُوَ لَكُمْ}، والمعنى أيضًا: نفي مسألة الأجر، أي: لا، أي: لا آخذه منكم فهو موهوب لكم، وأن تكون نافية، و {مِنْ} للعموم.
وقوله:{فَهُوَ لَكُمْ} أي: فما لكم لا أتعرض لشيء منه، والأجود الوجه الأول، فاعرفه فإنه موضع.
قوله عز وجل:{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} الجمهور على رفع قوله: {عَلَّامُ الْغُيُوبِ} وذلك يحتمل أوجهًا: أن يكون صفة لـ {رَبِّي} على المحل، وأن يكون بدلًا منه أو من المنوي في {يَقْذِفُ}، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، وأن يكون خبرًا بعد خبر، وقرئ: بالنصب (١) على أنه صفة لربي أو بدل منه، أو على المدح.
(١) قرأها عيسى بن عمر، وابن أبي إسحاق. انظر إعراب النحاس ٢/ ٦٨٠. ومختصر الشواذ / ١٢٢/. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٤٩. ونسبها ابن الجوزي في الزاد ٦/ ٤٦٦. إلى أبي رجاء.