للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكون شرطية، ومحلها على كلا التقديرين الرفع بالابتداء.

وقوله: {فَرَآهُ حَسَنًا} عطف على {زُيِّنَ}، والخبر أو الجواب محذوف، واختلف في تقديره: فقال أبو إسحاق: تقديره: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا فأضله الله ذهبت نفسك عليه حسرة، دل عليه {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} (١).

وقال غيره: تقديره: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا فأضله الله كمن هداه الله؟ ثم حذف لدلالة {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} عليه (٢).

أو كمن لم يزين له، أو كمن آمن وعمل صالحًا، أو كمن علم الحسن من القبيح (٣).

وقوله: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} الجمهور على فتح التاء في قوله: {فَلَا تَذْهَبْ}: ورفع قوله: {نَفْسُكَ} به على الفاعلية، وقرئ: (فلا تُذْهِبْ) بضم التاء من أذهب، ونصب قوله: (نَفْسَكَ) به على المفعولية (٤).

وانتصاب {حَسَرَاتٍ} على كلتا القراءتين يحتمل أوجهًا:

أن يكون مفعولًا له، أي: فلا تَهْلَك نَفْسُك أو فلا تُهْلِك نَفْسَكَ للحسرات.

وأن يكون مصدرًا على المعنى، كأنه قيل: فلا تتحسر نفسك حسرة، ثم جمع لاختلافه كما جمع الظنون والحلوم (٥).


(١) معاني الزجاج ٤/ ٢٦٤. وهو قول الكسائي كما في إعراب النحاس ٢/ ٦٨٦.
(٢) هذا القول للزجاج أيضًا. انظر الموضع السابق.
(٣) استحسن أبو حيان ٧/ ٣٠٠ هذا التقدير وبدأ به.
(٤) قراءة صحيحة لأبي جعفر يزيد بن القعقاع وحده من العشرة. انظرها مع قراءة الجمهور في المبسوط/ ٣٦٦/. والنشر ٢/ ٣٥١. وجامع البيان ٢٢/ ١١٨.
(٥) في (ط) والخلود.

<<  <  ج: ص:  >  >>