والحرور، وما يستوي الأحياء والأموات. حتى تقع المساواة بين اثنين، لأن المساواة لا تكون إلا بين شيئين، ألا ترى أنك إذا قلت: لا يستوي زيد ولا عمرو، لم يجز حتى يحكم بزيادة (لا) الثانية، لأن النفي للاستواء، ولفظ الاستواء يستدعي اثنين، فكأنك قلت: لا يستويان، وإذا كان كذلك فلا يحتاج أن تقرن العاطف بلا إلا على وجه تأكيد معنى النفي، وكفاك دليلًا:{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} ولم يقل جل ذكره: ولا البصير.
وقوله:{وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} الجمهور على تنوين قوله: {بِمُسْمِعٍ}، وهو الأصل لأنه لما يقع، وقرئ: بترك التنوين (١) على الإِضافة تخفيفًا.
قوله عز وجل:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}(بشيرًا ونذيرًا) حالان من الكاف في {أَرْسَلْنَاكَ}. وأما {بِالْحَقِّ} فقد جُوِّزَ أن يكون حالًا من أحد الضميرين، بمعنى: محقًا، أو محقين، أو ملتبسًا به، أو ملتبسين، وأن يكون صفة لمصدر محذوف، أي: إرسالًا مصحوبًا بالحق. وأن يكون صلة لبشير ونذير على: بشيرًا بالوعد الحق، ونذيرًا بالوعد الحق.