للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيكون مفعولًا به. وحكي فيه الجر (١)، على البدل من القرآن.

{لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (٦) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٧) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨)}

قوله عز وجل: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ} اللام يجوز أن يكون من صلة فعله على قول من نصبه به، أي: نزله لتنذر، وأن يكون من صلة الإرسال، دل عليه: {لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}، أي: أرسلتَ لتنذر، أو مُرْسَلٌ للنذر، وفي: {مَآ} أوجه:

أن تكون نافية، أي: لم يُنْذَر آباؤهم، أي: لم يأت آباؤهم نبي، ولا أُنزل عليهم كتاب، بشهادة قوله: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} (٢)، {وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ} (٣).

وأن تكون موصولة منصوبة المحل على أنها المفعول الثاني {وَلِتُنْذِرَ}، أي: لتنذر قومًا العذابَ الذي أُنذر آباؤهم، كقوله: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا} (٤).

وأن تكون مصدرية، أي: لتنذر قومًا إنذارَ آبائهم، وفي الكلام حذف، أي: إنذارًا مثل إنذار آبائهم، كقولك: ضربته ضَرْبَ الأمير.

وأن تكون صلة، أي: لتنذر قومًا أُنذر آباؤهم.


(١) (تنزيل) عن اليزيدي كما في مختصر الشواذ/ ١٢٤/. ونسبها ابن الجوزي ٧/ ٥ إلى أبي بن كعب -رضي الله عنه-، وأبي رزين، وأبي العالية، والحسن، والجحدري. كما نسبها أبو حيان ٧/ ٣٢٣ إلى أبي حيوة، وأبي جعفر، وشيبة.
(٢) السجدة، الآية: ٣.
(٣) سبأ، الآية: ٤٤.
(٤) آخر النبأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>