للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثالث: أن يكون مفردًا أيضًا إلا أنه حذف لامه تخفيفًا وأُجْري الإعراب على عينه، كما حذف لام البالية من قولهم: ما بَالِيتُ بِهِ بَالَةً (١)، على قول الخليل رحمه الله، وأصلها بالية من بالَى، كعافية من عافَى، ولام الحانة، وهي فاعلة بشهادة قولهم: حانوي، وتعضد هذا الوجه قراءة من قرأ: (وَلَهُ الجَوَارُ) (٢)، (وجَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانُ) (٣) برفع الراء والنون (٤)، على إجراء الإعراب على العين بعد حذف اللام.

وقوله: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} على حذف الموصوف عند أهل البصرة، والتقدير: وما منا أحد إلا له مقام معلوم، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مُقامه، والضمير في (له) يعود إليه. وعلى حذف الموصول عند أهل الكوفة، أي: وما منا إلا من له، فحذف الموصول وأبقيت الصلة، وقد مضى الكلام على نظيره فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا (٥).

{وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩) فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٢)}:


(١) انظر المحتسب ٢/ ٢٢٨.
(٢) سورة الرحمن، الآية: ٢٤.
(٣) سورة الرحمن، الآية: ٥٤.
(٤) لم يذكر ابن خالويه / ١٤٩/. والسمين ١٠/ ١٦٦. والبنا ٢/ ٥١٠ إلا: (وله الجوارُ) وهي قراءة الحسن، وعبد الوارث عن أبي عمرو.
(٥) انظر المذهبين أيضًا في إعراب النحاس ٢/ ٧٧٦. ومشكل مكي ٢/ ٢٤٤. والبيان ٢/ ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>