قوله عز وجل:{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ}: (إذ) معمول قوله: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}، وهو موضوع للزمان الماضي، وإنما استعمل هنا لما هو آت ولم يقع؛ لقوله:{فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}، لأن الأمور الآتية لما كانت في إخبار الله تعالى متيقنة مقطوع بها لصدق المُخبر عنها بلفظ ما كان ووجد، كأنها قد وقعت وإن لم يأت بعد. و {الْأَغْلَالُ} رفع بالابتداء، و {وَالسَّلَاسِلُ} عطف عليه، والخبر {فِي أَعْنَاقِهِمْ}، والتقدير: الأغلال والسلاسل في أعناقهم. و {يُسْحَبُونَ} على هذا حال من الضمير المجرور في {أَعْنَاقِهِمْ} لا من المرفوع المنوي في أعناقهم كما زعم بعضهم: أي: مسحوبين، أو مستأنف.
وقيل:(السلاسل) مبتدأ، والوقف على فوله:{فِي أَعْنَاقِهِمْ}، والخبر ما بعدها، والتقدير: والسلاسل يسحبودن بها في الحميم، فحُذف العائد وهو (بها) كما حذف في قولهم: السمن مَنَوانِ بدرهم، وقوله عز وجل:{إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}(١).