قوله عز وجل:{أَلَّا تَخَافُوا} يجوز أن تكون (أن) هي المفسره بمعنى أي، وأن تكون المخففة من الثقيلة، أي: بأنه لا تخافوا، والضمير ضمير الشأن، وأن تكون صلةً، أي: قائلين لا تخافوا، تعضده قراءة من قرأ:(لا تخافوا) بحذف (أن) وهو ابن مسعود رضي الله عنه (١).
وقوله:{نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} فيه ثلاثة أوجه، أحدها: جَمْعُ نَازِلٍ، كَشُرُفٍ في جمع شارِفٍ. والثاني: هو مصدر. والثالث: هو ما يُهيأ للضيف. فإن جعلته جمع نازل كان منصوبًا على الحال، إما من الضمير المرفوع في {تَدَّعُونَ}، أو من المجرور في (لكم)، والعامل فيها على هذا الوجه الاستقرار، وإن جعلته مصدرًا فيحتمل أن يكون في موضع الحال من أحد المذكورين، بمعنى: نازلين، كقولك: أتاني زيد مشيًا، أي: ماشيًا أو ذوي نزل. وأن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله دل عليه (لكم)، كأنه قيل: أُنزل لكم ما تدعون نُزلًا. وأن يكون بمعنى المرزوق، فيكون حالًا، إما من الموصول على رأي أبي الحسن وهو {مَا} والعامل (لكم)، أو من العائد المحذوف، أي: لكم الذي تدعونه مهيأً، أو معدًا، وكذلك إن جعلته رِزْقَ النزيل وهو الضيف، كان حالًا من أحد المذكورين آنفًا، فاعرفه.