للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

انتصاب {مُشْفِقِينَ} على الحال، لأن الرؤية هنا من رؤية البصر، أي: خائفين وجلين من جزاء كسبهم، فحذف المضاف. {وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} أي: الجزاء لاحق بهم، وواصل إليهم، أشفقوا أو لم يشفقوا.

وقوله: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (عند) ظرف للظرف وهو {لَهُمْ}، أي: حصل لهم عند ربهم ما يشاؤون، لا لقوله: {يَشَاءُونَ} كما زعم بعضهم (١).

{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣)}:

قوله عز وجل: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ} (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى ما أخبر به جل ذكره فما أَعَدَّهُ وَهَيَّأَهُ لعباده المؤمنين، و {الَّذِي} خبره، والتقدير: ذلك الثواب الذي يبشر الله به عباده الذين آمنوا، فحذف الجار وهو الباء كقوله:

٥٦٢ - أمرتك الخير ................ ... ............ (٢)

ثم حذف الهاء وهو الراجع إلى الموصول، كما حذف في قوله: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} (٣).

وإن شئت كان حكم {الَّذِي} حكم ما يكون مصدرًا، أي: ذلك التبشير الذي يبشره الله عباده الذين آمنوا.

وقرئ: (يَبْشُرُ) بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين (٤) من بَشَرَهُ،


(١) هو الحوفي كما في الدر المصون ٩/ ٥٤٩.
(٢) جزء من بيت شعر تقدم مرارًا، انظر رقم (١٨).
(٣) سورة الفرقان، الآية: ٤١.
(٤) هذه قراءة حمزة، والكسائي، وابن كثير، وأبي عمرو كما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>