للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ} قرئ: بالياء النقط من تحته (١)، والمنوي فيه للكتاب، أو لله جل ذكره، أو للرسول عليه الصلاة والسلام، أي: أنزلناه لينذر الكتابُ أو الرسولُ أو أنزله لينذر اللَّهُ.

وقرئ: (لتنذر) بالتاء على الخطاب (٢)، أي: لتنذر أنت يا محمد الذين ظلموا.

وقرئ أيضًا: (لِيَنْذَر) بفتح الذال (٣) مسندًا إلى (الذين ظلموا)، من نَذِرَ ينذَر بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر نَذرًا، إذا عَلِمَ.

وقوله: {وَبُشْرَى} يجوز أن يكون في موضع نصب عطفًا على محل {لِيُنْذِرَ} لأنه مفعول له، أي: أنزلناه للإنذار والتبشير، والمصدر مضاف إلى المفعول، أي: لينذر الذين ظلموا وليبشر المحسنين بشرى، وأن يكون في موضع رفع على: وهو بشرى، وهو اختيار أبي إسحاق، أعني الرفع (٤).

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤)}:

قوله عز وجل: {فَلَا خَوْفٌ} دخلت الفاء في خبر {إِنَّ} لما في الذي من معنى الإبهام، وهذا يعضد قول من قال: إن معنى الابتداء باق مع (إن) بخلاف (لَيْتَ) و (لَعَلَّ) (٥).

وقوله: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً} (خالدين) حال من


(١) هذه قراءة أبي عمرو والكوفيين كما سوف أخرج.
(٢) قرأها المدنيان، والابنان، ويعقوب. انظر القراءتين في السبعة/ ٥٩٦/. والحجة ٦/ ١٨٣. والمبسوط / ٤٠٥/. والتذكرة ٢/ ٥٥٤.
(٣) حكاها صاحب الكشاف ٣/ ٤٤٥ دون نسبة.
(٤) معانيه ٤/ ٤٤١.
(٥) انظر في هذا أيضًا: العكبري ٢/ ١١٥٥. والسمين ٩/ ٦٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>