للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {أُولَئِكَ}، إشارة إلى المذكورين.

وقوله: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} يجوز أن تكون {أَمْ} هنا متصلة، على معنى: أفلا يتدبرون القرآن فيعلموا أم يتدبرون فلا يعلمون للإقفال. وأن تكون منقطعة بمعنى (بل) وهمزة الاستفهام، أي: بل أَعَلَى قلوب أقفالها فلا يتوصل إليها ذكر؟ وقرئ: (إقفالها) بكسر الهمزة على أنه مصدر (١).

{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (٢٥)}:

قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ} نهاية اسم {إِنَّ}: {الْهُدَى}، وفي خبرها وجهان:

أحدهما: {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ}، كما تقول: إنَّ زيدًا عمرٌو مرّ به.

والثاني: محذوف، أي مُعَذَّبون، فيوقف على هذا على {الْهُدَى}.

وقوله: {وَأَمْلَى لَهُمْ} قرئ: بفتح الهمزة واللام على البناء للفاعل (٢) وفيه وجهان:

أحدهما: هو الله جل ذكره، على أن الكلام تم عند قوله: {سَوَّلَ لَهُمْ}، ثم تبتدئ: {وَأَمْلَى لَهُمْ}، أي: وأَملَى الله لهم، أي: أمهلهم وأَخَّر العذاب عنهم توسعة عليهم ليتمادوا في طغيانهم.

والثاني: الشيطان، عطفًا على {سَوَّلَ} والمعنى: زَيَّنَ لهم ركوبَ المعاصي وأَمْلَى لهم، أي: ومَدَّ لهم في الآمال والأماني وغَرَّهم.


= ٩/ ٧٠١. دون ضبط من السمين أيضًا. وممن ذكرها أيضًا دون ضبط أبو حيان ٨/ ٨٢. والآلوسي ٢٦/ ٦٩ لكنهما قالا: مبنيًا للمفعول.
(١) كذا هذه القراءة في الكشاف ٣/ ٤٥٨. والبحر ٨/ ٨٣. والدر المصون ٩/ ٧٠٢ دون نسبة.
(٢) هذه قراءة الجمهور غير أبي عمرو، ويعقوب كما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>