للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (الماءان) على التثنية (١)، على الأصل. و (الماوان) بقلب الهمزة واوًا (٢)، كقولهم: عِلباوان (٣).

وقوله: {عَلَى أَمْرٍ} يجوز أن يكون من صلة الفعل، وأن يكون في موضع الحال من الماء.

{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (١٣) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (١٤) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٥)}:

قوله عز وجل: {عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ} أي: على سفينة ذات ألواح. {وَدُسُرٍ} وهي جمع دِسارٍ، ككتاب وكُتُب، والدِّسارُ: المسمار الذي يُشَدّ به السفن، فِعَال من دَسَرَه، إذا دفعه، لأنه يُدْسَرُ به مَنْفَذُهُ (٤).

وقوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (تجرى) في موضع جر على النعت لسفينة، و {بِأَعْيُنِنَا} في موضع نصب على الحال من المنوي في {تَجْرِي}، أي: محفوظة.

وقوله: {جَزَاءً} يجوز أن يكون مفعولًا له، أي: فعلنا ذلك، وهو إنجاء نوح عليه السلام ومن معه، وإهلاك الباقين جزاءً للمكفور، وهو نوح عليه الصلاة والسلام. ومعنى كُفِرَ: جُحِدَ، ونبي كل أمة نعمة من الله ورحمة لهم. وأن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله وفعله محذوف، أي: جزيناهم ذلك جزاء.


(١) قرأها الجحدري، ومحمد بن كعب، ورويت عن علي -رضي الله عنه-، والحسن. انظر مختصر الشواذ / ١٤٧/. والمحرر الوجيز ١٥/ ٢٩٩. وزاد المسير ٨/ ٩٢. والقرطبي ١٧/ ١٣٢.
(٢) قراءة الحسن، وأبي عمران. انظر مصادر القراءة السابقة.
(٣) في الأصل والمطبوع: علماوان. وإنما هي كما أثبتها. وانظر الكشاف ٤/ ٤٥. والعِلباء: عصب العنق، قال الجوهري (علب): وهما علباوان بينهما منبت العنق. وإن شئت قلت: علباءان، لأنها همزة ملحقة.
(٤) من الكشاف ٤/ ٤٥. وانظر جامع البيان ٢٧/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>