للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٢٠) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)}:

قوله عز وجل: {اسْتَحْوَذَ} أَحَدُ ما أَتَى على الأصل، نحو: استصوب، واستنوق الجمل، وقياسه: استحاذ، كاستقام، وإنما أتى على الأصل تنبيهًا عليه، ليعلم أن أصله هكذا كالقصوى.

وقوله: {لَأَغْلِبَنَّ} فيه وجهان:

أحدهما: جواب {كَتَبَ} على إجرائه مجرى القسم، كأنه قيل: أَقْسَمَ اللهُ.

والثاني: جواب قسم محذوف، والوجه هو الأول.

و{أَنَا} توكيد للضمير الذي في {لَأَغْلِبَنَّ}.

وقوله: {لَا تَجِدُ} يجوز أن يكون بمعنى تصادف، وأن يكون بمعنى وجدت زيدًا ذا الحفاظ.

فإذا فهم هذا، فقوله جل ذكره: {يُوَادُّونَ} صفة لقوم بعد صفة، أو حال، أو مفعول ثان على الوجه الثاني لقوله: {لَا تَجِدُ}. و {خَالِدِينَ} حال من الضمير المنصوب. والله تعالى أعلم بكتابه، [وبما هو الصواب فيه].

هذا آخر إعراب سورة المجادلة

والحمد لله وحده

<<  <  ج: ص:  >  >>