للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{تُلْقُونَ} نعتًا لهم، لأنه لا بد أن يكون في النعت ضمير يعود على المنعوت.

وقد جوز أن يكون منقطعًا مستأنفًا على تقدير: أنتم تلقون (١). وقيل: الاستفهام مقدر، والتقدير: أتلقون إليهم بالمودة (٢)؟ والوجهُ الوجهان المذكوران.

والباء في قوله: {بِالْمَوَدَّةِ} إما صلة مؤكدة للتعدي، كالتي في قوله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ} (٣) وقوله: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} (٤)، أي: تلقون إليهم مودتكم. وإما سببية ومفعول {تُلْقُونَ} محذوف، والتقدير: تلقون إليهم أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بسبب المودة التي بينكم وبينهم.

وقوله: {وَقَدْ كَفَرُوا} محل الجملة النصب على الحال من الضمير في {لَا تَتَّخِذُوا}، أو من الذي في {تُلْقُونَ}، أي: لا تتخذوهم أو تلقون إليهم مودتكم وهذه حالهم.

وقوله: {يُخْرِجُونَ} في موضع الحال من الضمير في {كَفَرُوا}، أي: كفروا مخرجين الرسول وإياكم من مكة، وقد جوز أن يكون مستأنفًا.

وقوله: {أَنْ تُؤْمِنُوا} مفعول له، أي: يخرجونكم لأجل إيمانكم بالله.

وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي} في جواب الشرط وجهان:

أحدهما: محذوف، تقديره: إن كنتم خرجتم للجهاد في سبيلي مبتغين مرضاتي فلا تلقوا إليهم بالمودة.


(١) كونه مستأنفًا: جوزه الزمخشري ٤/ ٨٦. والعكبري ٢/ ١٢١٧.
(٢) انظر هذا القول في البيان ٢/ ٤٣٢.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٩٥.
(٤) سورة العلق، الآية: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>