للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لَوَّوْا} قرئ: بالتشديد للتكثير، وبالتخفيف (١)، وهو يصلح للقليل والكثير.

وقوله: {وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} (يَصدُّونَ) في موضع الحال، لأنَّ الرؤية من رؤية العين، وكذا {وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} في موضع الحال، أي: صادين مستكبرين.

وقوله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ} أي: سواء عليهم الاستغفار وعدمه. والجمهور على فتح همزة {أَسْتَغْفَرْتَ} من غير مد وهي همزة الاستفهام، وهمزة الوصل محذوفة لعدم اللبس، وعن ابن القعقاع أنه قرأ: (استغفرتَ) على الخبر (٢)، على أنَّه حذف همزة الاستفهام وهو يريدها، وجاز حذفها، لأنَّ {أَمْ} المعادلة تدل عليها، وعنه أيضًا: (آستغفرتَ لهم) بالمد (٣)، على أنَّه أشبع همزة الاستفهام للإظهار والبيان، لا أنه قلب همزة الوصل ألفًا كما يُفْعَلُ بالتي مع لام التعريف نحو: آلقوم عندك؟ و {آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} (٤) كما زعم بعض من شرح وجه قراءته (٥)، لأنَّ إثبات همزة الوصل غير التي تصحب لا التعريف مع همزة الاستفهام، غير مستعمل عند أهل العربية، فاعرفه (٦).

{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا


(١) يعني (لَوَوْا). وهي قراء نافع، وروح عن يعقوب، والمفضل عن عاصم. انظر السبعة / ٦٣٦/. والحجة ٦/ ٢٩٢. والمبسوط / ٤٣٦/. والتذكرة ٢/ ٥٨٩.
(٢) يعني بهمزة وصل دون الاستفهام، وانظرها عن أبي جعفر في مختصر الشواذ / ١٥٧/ وفيه تحريف والمحتسب ٢/ ٣٢٢. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢١.
(٣) انظرها بالإضافة إلى المصادر السابقة في الكشاف ٤/ ١٠٢. وزاد المسير ٨/ ٢٧٦. والنشر ٢/ ٣٨٨ في رواية مختلف عليها.
(٤) سورة يونس، الآية: ٥٩.
(٥) هو الزمخشري ٤/ ١٠٢.
(٦) انظر المحتسب ٢/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>