قوله عزَّ وجلَّ:{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} في (مَن) وجهان:
أحدهما: في موضع رفع بيعلم، وهو الله تعالى: أي: إلا يعلم ما في الصدور مَن خَلَقَ الصدورَ؟
والثاني: في موضع نصب بأنه مفعول به، والفاعل مستكن في {يَعْلَمُ}، وهو الله جل ذكره، أي: إلا يعلم الله ما خلق؟ وإنما جعله بمعنى (ما) ليدل على العموم.
وقوله:{ذَلُولًا} مفعول ثان لجعل، لأنَّ جعل هنا بمعنى صير.
وقوله:{أَنْ يَخْسِفَ} في موضع نصب على البدل مِن {مَنْ}، وهو مِن بدل الاشتمال، أي: أأمنتم مَن في السماء خَسْفَهُ. وكذا {أَنْ يُرْسِلَ} بدل من {مَنْ} وحكمه حكم {أَنْ يَخْسِفَ}، أي: إرسالَه.
وقوله:{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ}(فوقهم) يجوز أن يكون من صلة {يَرَوْا}، وأن يكون حالًا من {الطَّيْرِ}، أي: كائنات فوقهم، و {صَافَّاتٍ} حالًا إما من {الطَّيْرِ} وإما من المنوي في الظرف إن جعلته حالًا.
وقوله:{وَيَقْبِضْنَ} عطف على {صَافَّاتٍ} حملًا على المعنى، ومفعوله محذوف، أي: وقابضات أجنحتهن.